غرفة الاخبار

السودانيون العالقون بسلطنة عمان،، انفراج في الأزمـة..

د. جبريل يوجه بترحيل 1500 من السودانيين العالقين في سلطنة عمان..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

انفرجت بشكل كبير أزمة السودانيين العالقين بسلطنة عمان عقب الاجتماع المشترك الذي عقده وزير المالية والتخطيط الاقتصادي دكتور جبريل إبراهيم محمد مع شركات الطيران الوطنية ممثلة في الخطوط الجوية السودانية “سودانير” وشركتي بدر وتاركو للطيران بحضور وكيل وزارة المالية، وسفير السودان بسلطنة عمان الذي شارك عبر تقنية الڤيديوكونفرس، وخلص الاجتماع إلى توجيه وزير المالية بترحيل عدد 1500 من السودانيين العالقين في سلطنة عمان عبر تسيير 12 رحلة إجلاء مجانية على الخطوط الجوية السودانية وشركتي تاركو وبدر بمعدل أربع رحلات لكل شركة وذلك اعتباراً من يوم غدٍ الأربعاء 23 من يوليو الجاري.

تشكيل الرأي العام:
وفي مشهد يُجسد المعنى الحقيقي لدور الصحافة الوطنية كقوة دفع مؤثرة في تشكيل الرأي العام وتحريك عجلة القرار الرسمي، أفردت صحيفة الكرامة تحقيقيين متتاليين، تناولت فيهما أزمة السودانيين العالقين في سلطنة عمان، وناشدت رئيس مجلس السيادة، ورئيس الوزراء للتدخل العاجل لمعالجة أزمة هؤلاء النفر الذين تقطّعت بهم السبل بعد أن هربوا من جحيم الحرب في السودان بحثاً عن ملاذ آمن وعيش كريم، فوجدوا أنفسهم محاصرين بواقع قانوني واقتصادي قاسٍ في سلطنة عمان التي لم تسمح ظروفها وقوانين عملها باستيعابهم، مما جعلهم رهيني مأساة إنسانية تزداد تعقيداً مع اقتراب المهلة التي حددتها السلطات العمانية لتوفيق الأوضاع قبل الثلاثين من يوليو الجاري وإلا أصبحوا معرضين لخطر السجن.

اهتمام متعاظم:
ومنذ اللحظات الأولى، فقد أولت “الكرامة” اهتماماً متعاظماً بهذه الأزمة الإنسانية، فعملت على توثيق معاناة العالقين ميدانياً، ونشرت تحقيقات متتالية كشفت تفاصيل الأوضاع الصعبة التي تعيشها مئات الأسر وألاف السودانيين ممن أنهكتهم تكاليف الإيجار وفواتير الكهرباء والماء، وفقدوا مصادر رزقهم ومدخراتهم، حتى باتوا مهددين بالطرد والسجن والتشرد، دون أن تلوح في الأفق حلول رسمية، ولم تكتف “الكرامة” بعرض المشكلة، بل تبنّت موقفاً مهنياً مسؤولاً، ومارست ضغوطاً مهنيةً ضغطت لإيصال الصوت إلى أعلى المستويات، وفتحت منبرها للمتضررين ليُعبّروا عن أوجاعهم، وسلطت الضوء على البعد الإنساني والوطني في القضية، مما جعلها تتصدّر مشهد الصحافة التضامنية في السودان.

الإعلام والتغيير:
وأعربت مبادرة “العودة الطوعية” عن تقديرها البالغ وامتنانها العميق لصحيفة “الكرامة”، بـوقفتها التاريخية وهي تتبنى الهمّ الشعبي وتتحوّل من ناقل للخبر إلى شريك في الحل، عبر صناعة الوعي وتحريك الضمير الوطني، وأكدت مشرف مبادرة العودة الطوعية دكتورة سارة عبد العزيز أن ما جرى يُعدّ نموذجاً عملياً لقدرة الإعلام على صنع التغيير متى ما توفرت فيه المهنية والصدق والانحياز لوجع الناس، مشيرةً إلى أن “الكرامة” لم تكتفِ بالنشر، بل تابعت تطورات الأزمة لحظة بلحظة، ونسّقت مع الجهات ذات الصلة، وساهمت بفعالية في تشكيل رأي عام داعم للقضية، وقالت دكتورة سارة إن ما حققته صحيفة “الكرامة” في هذا الملف يؤكد أن الصحافة الوطنية ليست فقط مرآةً تعكس الواقع، بل هي محرّك للمواقف الرسمية، ووسيلة إنقاذ عندما تتعلّق الأمور بحياة البشر وكرامتهم، مبينة أن تجربة العالقين في سلطنة عمان تمثل اليوم درساً مهماً في تكامل الأدوار بين الإعلام والمجتمع المدني وصناع القرار، لبناء سودان يتجاوز المحنة بخطى واثقة من رحم التضامن والمسؤولية.

إشادة وتقدير:
وعبر الكرامة وضعت دكتورة سارة عبد العزيز مشرف مبادرة العودة الطوعية للسودانيين العالقين في سلطنة عمان، رسالة في بريد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي دكتور جبريل إبراهيم، مشيدةً بالجهود المتعاظمة التي بذلها وتفاعله الكبير واهتمامه البالغ بقضية العالقين السودانيين، معربةً عن امتنانها بخطوة إجلاء 1500 من السودانيين متمنية أن تتحرك مختلف مؤسسات الدولة العامة والخاصة للمساهمة في إنهاء معاناة العالقين بسلطنة عمان، وامتدحت دكتور سارة عبد العزيز مواقف المدير العام لشركة الخطوط الجوية السودانية “سودانير” كابتن مازن العوض ووقفته الوطنية القوية مع أزمة العالقين، وقالت إن البلاد في حاجة إلى أمثال كابتن مازن في الهمة والحرص والغيرة على أبناء وطنه وهم يكابدون ظروفاً إنسانية وأوضاعاً كارثية، وأعربت دكتورة سارة عن تقديرها لأعضاء لجنة المبادرة الذين أبلوا بلاءً حسناً وصمدوا في وجه كل العراقيل فحققوا ما كانوا يصبون إليه، مشيدة بصبر السودانيين العالقين وتفاعلاتهم الإيجابية عبر مجموعات المبادرة على منصة واتساب، مؤكدة استمرار المبادرة حتى يتم إجلاء جميع السودانيين من سلطنة عمان ليعودوا إلى البلاد معززين مكرمين.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد لعبت صحيفة الكرامة دوراً محورياً في تحريك الرأي العام تجاه أزمة السودانيين العالقين في سلطنة عمان، من خلال تغطيتها المستمرة للأزمة مما شكّل صوتاً للمتضررين ومنبراً لنقل معاناتهم إلى الداخل السوداني، الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في تحفيز الجهات الرسمية على التحرك، ليُتوَّج هذا الدور بتوجيه وزير المالية دكتور جبريل إبراهيم بترحيل 1500 من العالقين، في استجابة تعبّر عن قوة الإعلام حين يكون منحازاً لقضايا الوطن والإنسان المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى